مراكش… رئيس جماعة جيليز وقصة “صفر درهم” غير “السالكة”
مراكش-محمد الأيوبي
لا يزال عمر السالكي رئيس مجلس مقاطعة جيليز يتفنن في المرواغة، بعد ان أصدر بيان أسماه ” بالحقيقة ” يومه 30 نونبر 2022
و ذلك للرد على مجموعة من الأخبار المتداولة حول نشاط أقيم بالمسرح الملكي يوم 13 نونبر، بعد ان وجد “الرئيس ” نفسه محاصراَ بالكثير من التساؤلات، متعلقة بتنظيم نشاط بدعم من القطاع الخاص، في الوقت الذي صرح في وقت سابق ان النشاط أقيم بمبلغ ” 0 درهم ” و هو ما خلف صدمة وسط الفعاليات السياسية و المدنية بمراكش،
يذكر ان نائبين لرئيس المجلس المذكور قاموا بوضع إستفسارات متتالية على طاولة مكتب ” الرئيس ” حول كيفية تنظيم و تمويل هذا النشاط، إستمر ” السالكي ” في مرواغاته ببلاغ حقيقة كشف بالفعل حجم المشاكل التي وقع فيها السالكي .
أجي تفهم .. !
من حيث المبدأ ، فإن مجالس المقاطعة في نظام جماعات ” وحدة المدينة ” لها إختصاصات واضحة حسب القانون ، و لها أيضا مداخيل محددة تخصص من مالية المجلس الجماعي عن طريق ” منحة ” ، كما ان هذه المجالس ليس من إختصاصاتها إستخلاص المداخيل المالية الأخرى التي تبقى حصراً على المجلس الجماعي .
باش تفهم مزيان ..!
من أجل تنظيم هذا النشاط بصفر درهم ، قام الرئيس بتفويض أحد الشركاء كما صرح به، تحصيل المداخيل من الشركات و صرفها في الحاجيات اللوجستيكية و التنظيمية بناءاً على طلب منه ! و قد اخطأ الرئيس في هذه النقطة مرتين .
أولا : هذا الشريك ، ليس بشريك و لا تربطه علاقة شراكة مؤسساتية مع المجلس الجماعي، اما مجلس المقاطعة فهو لا يملك الحق أصلا في عقد أي نوع من إتفاقيات الشراكة ، و يجب ان يوضع ” الرئيس ” متى اصبح هذا الشريك بشريك ! اللهم إن كان هذا الزواج المؤسساتي ب” الفاتحة ” .
ثانيا : رئيس مجلس المقاطعة لا يمكن ان يرد بالموافقة على طلب يعفيه من المساهمة المالية في نشاط ثقافي من تنظيمه ، على الاقل دون تحديد مصالح صاحب الطلب ، و لا يمكن تحديد هذه المصالح من مؤسسة الرئيس ، بل من مؤسسة المجلس ككل ، لذلك يتم مناقشة الهبات و المصادقة عليها في دورات المجلس الجماعي ، و لا يتم قبولها بشكل تلقائي ، لكن يبدو ان الرئيس لم يكن يهمه سوى البوليميك و الإستعراض الإعلامي لحركة ” صفر درهم ” .
ها علاش ضروري الإستقالة و الإعتذار ؟
لقد حدد القانون الكيفيات التي يرخص فيها المجلس الجماعي للمقاولات بإستغلال الملك العمومي، و أيضا بعرض اللوحات الإشهارية في الممتلكات الجماعية، و هناك بالفعل قسم في المجلس الجماعي لمدينة مراكش يدبره نائب العمدة محمد توفلة، و يساهم هذا القسم سنوياً في تحصيل مداخيل مهمة تنعش صندوق جماعة مراكش ، عن طريق صفقة اللوحات الإشهارية او عن طريق رسوم إحتلال الملك العمومي ، غير ان هذا النشاط المنظم كان منصة إشهارية بإمتياز للعديد من المقاولات المعروفة ، لعل أبرز المستفيدين منها هي شركة ” رونو داسيا ” التي قامت بعرض سيارتها الجديدة في الساحة الأمامية للمسرح الملكي لمدة تقارب أسبوع ، على الرغم من أن النشاط الثقافي لم يتعدى يوم واحد ، و قد أعفى الرئيس هذه الشركة بطريقة غير مباشرة من أداء الرسوم لجماعة مراكش و هو ما يمكن إعتباره تبديد للمال العام في حالة ما إذا وصل هذا الملف للقضاء .