طارق نصراوي يكتب: قبل فوات الاوان
طارق نصراوي
على بلادنا اليوم ان تضع عبارة قبل فوات الاوان شعارا وطنيا في كل المؤسسات، و على حيطان جميع المدارس والادارات ان نحن حقا كنا حكومة او شعبا نريد وطنا يسع الجميع، و دولة ترعى الكل وتتطلع للعيش الكريم لمواطنيها.
يتطلب رفع هذا الشعار قرارات جريئة وليست شعبية أحيانا، كما أن فيها ما من شأنه إعادة تشكيل علاقة المواطن بالدولة، إلا أن التحديات المحدقة بوطننا تحتم علينا مصارحة أنفسنا بأن عهد توزيع الثروة كما نطلبه قد ولّى. وإذا أردنا استدامة المطالبة بالرفاهية وتوزيع الثروة لأبنائنا في المستقبل فعلينا المبادرة بالتضحية الآن، وذلك يتطلب أولا شعور المواطن بعدالة الإصلاحات ونزاهتها، وهنا تكمن أهمية الاستناد على الركائز الأساسية التي تشملها رؤية الدولة بكل مؤسساتها لتطبيق الإصلاحات بشمولية وبلا انتقائية. فالوقت ليس في مصلحتنا، وكلفة التأجيل على جيلنا الحالي وأجيال المستقبل تتعاظم كل يوم.
في اعتقادي هناك ثلاثة امور ذات راهنية ولها ما بعدها ان هي بقيت على ما عليه اليوم.
تكييف سياسة الدولة للاستثمار بالثروة الفوسفاطية بما يواكب التحول العالمي، حيث أن هامش الربح الإجمالي لسنة 2021 للمكتب الشريف بلغ 55,2 مليار درهم مقابل 36,4 مليارات درهم في 2020، وبلغت نسبة هامش الربح 66 في المائة.
وفيما يخص الربح الخام قبل خصم الفوائد والضريبة والاستهلاك (EBITDA) فقد ناهز 36,2 مليار درهم مقابل 18,6 مليارات درهم سنة 2020؛ وهو أفضل نمو مسجل منذ أزيد من عقد، حيث ارتفع بنسبة 94 في المائة على أساس سنوي، وهو ما ساهم في تحقيق هامش قوي للربح (EBITDA) في حدود 43 في المائة مقابل 33 في المائة سنة 2020. كل. هذه الموارد ان تم توظيفها بشكل سليم سيتعافى الاقتصاد الوطني بشكل مسترسل وسليم .
كما انه اصبح من الواجب على الدولة الشروع الفوري في توفير حلول حقيقية وجذرية للمشاكل الاجتماعية العويصة التي يعاني منها الشعب.. ومنها الغلاء المهول للأسعار وخصوصا غلاء البنزين وما يترتب عليه والخدمات ومشكل الشغل والسكن وتأخر أو عدم الزواج.. ومشاكل الصحة والتعليم وفساد الإدارة وأمن المواطنين والفوارق الفظيعة في الأجور..
ايضا الكف عن العبث بقواعد العمل السياسي والتلاعب بالهيئات السياسية وشراء الذمم واستغلال كل أشكال النفوذ من أجل ذلك، والعمل على إرساء حياة سياسية تسودها الحرية والمسؤولية والاستقلالية وتكافؤ الفرص.
ايضا على المستوى الاخلاقي والقيمي للمجتمع على الدولة ان تعمل على صياغة قوانين تساير العصر وتتجاوب مع مواقع التواصل الاجتماعي من اجل اجتثات ظواهر تعكر صفو الذوق العام وتساهم في فساد اخلاقي وثقافي في صفوف ابناءنا ان لم تعمل الدولة على محاربة روتيني اليومي عاجلا وقبل فوات الاوان فان القادم لا يبشر بجيل يعول عليه.
انقدوا ما يمكن انقاذه قبل فوات الاوان فنحن شعب يستاهل ما احسن ليس بالشعارات طبعا.