الانوميا والانيميا بين السيسيولوجيا والطب والواقع المغربي
اخباري-محمد مسير أبغور
عندما نتطرق لمرض الانيميا والذي يوصف بنقص مادة الحديد في الدم ومهاجمة الكريات البيضاء للحمراء ينتج مرض فقر الدم ويصعب علاجه .نفس الشيى الانوميا واللامعيارية التي توصف في العلوم الاجتماعية هي عدم استقرار كثرة الاضطراب والقلق الذي يصيب الشعوب والمجتمعات . والناتجة عن انهيار معايير القيم والمثل العليا , ايهما الانسب للوصف والمقارنة بين واقعنا الحقيقي ؟؟
ايميل دوركاين صاحب كتاب الانتحار هو صاحب هذه النظرية السيسيولوجية العميقة الادراك والذي تطرق الى هذه العاهة الاجتماعية من نظرية الفيلسوف الفرنسي جين ماري غويو والذي وصفها بالتفكك التظيمي لمؤسسات المجتمع .والتفكير بعيد عن الاهداف التي تصب في متطلبات الشعوب .وعدم اعتماده على الوسائل الصحيحة لتحقيقها والتناقض المفضوح بين ما ينتشر بين الاديولوجيات الرسمية وبين الواقع الملموس .
ان الفرد والمجتمع يتيه في دوامة الاغتراب في محيطه وذالك بسبب العبثية وانهيار الاخلاق وانعكاسها سلبا على سلوك الانسان , وقد وصفها الكاتب بالظاهرة المرضية والسليمة في نفس الوقت بكونه يصيب الانظمة وتصبح غير منظمة كتشبيه بمرض الانيميا الذي يتعرض له الجسم باصابته باختلالات واللاتوازن وغير خاضع للضرورة او قانون الطبيعة .مؤكدا ان اي مجتمع اذا غابت عنه القاعدة المنظمة لسلوك الفرض يدخل في حالة الانوميا ويمكن بعدها الهلاك والدمار وحتى الفناء .ان لم يتحرك بمعالجة هذه الاختلالات عبر مؤسسات قائمة على المصداقية اساسها الاخلاق والقيم لاجتثاث اللاواقع بالواقع ورسم اهداف اساسية منظورة طبقا لاليات متحكم فيها وتخضع لاساسيات منطقية باديولوجيات موازية للمجتمع العليل نفسه وكذا الاعتماد على اليات كفيلة ومستعدة وتمتلك ارادة حقيقية مرتبطة بالواقع وبعيدة عن التشخيص الخارجي وذالك لاختلاف قوة المناعة والتحصين القبلي بين اي مجتمع ومجتمع اخر الذي يعيش على نمط اقل علة من المصاب بالانوميا الاعتلالية.