من هنا يبدأ الخبر

الجدال الاديولوجي بين العقل والعقيدة

اخباري-محمد مسير أبغور

في المنطق الذي يقبله العقل لا وجود لنقاش فكري عقيم بين مفارقة العلم والعلماء في شتى ميادين التبصر والحكمة , فالمجتمعات الاسلامية اصبحت تعيش بين جدالات الحقيقة والخرافات المتجلية في التطفل على العلم وخاصة علوم الدين والعقائد في شتى الاديان السماوية والتي عجلت بمعظم الدول الحداثية بالقطع بين تسلط الكهنوت واحتكاره لما هو مرتبط بين الخالق والمخلوق والذي اطلق عليه اسم الدول العلمانية وهناك من سماها بالدول التكفيرية والسبب هو حصر مجال الكنيسة والمعابد في مجالها والتضيق عليها في ما هو دورها لانقاذ مجتمعاتها من الجهل المتوارث العقيدي الخاطئ .
الدول والمجتمعات العربية والاسلامية أيضا  بدورها لم تسلم من تبعيات الهيمنة على العقيدة والدين والحلول بين الخالق والمخلوق بصفة الرقابة والوصاية لكن من المثير للملاحظة ان هذا المجال لم يبقى محصورا على اصحاب الاختصاص من المؤسسات المعنية بالشأن الديني والعقائدي بل امتدت الى متطفلين يسعون الى لعب دور الكهنوت سابقا بالهيمنة على وسائل الاتصال والتواصل الحديثة عبر مواقع وقنوات خاصة لتفريغ مكبوتاتهم الفكرية واديولوجياتهم المتطرفة في خضم وجود فراغ فكري وتعليمي اساسي للمناهج الدينية والدنيوية داخل المجتمعات الاسلامية والذي اختزله هؤلاء في خانة وتحت عنوان ” الاسلام في خطر ” وكانهم هم المنقذون وأنهم وحدهم على صواب ولديهم منهج الدعوة الحقيقية وبقناعة انهم افضل من الاخرون واصدق من السابقون من علماء الحديث والمفسرون للقراء , مشككين في عقيدة الناس ومشككين في المؤسسات الرسمية والتي دورها السهر على الامن الروحي لمجتمعاتها ودينها.
مقتنعين بنظرية المؤامرة على هذه المؤسسات ومتهمين مفكرين وعلماء متمكنين من مناهجهم وبحوثهم وضلوعهم في الدين وخاصة الدين الاسلامي , حيث من عادتهم لا يؤمنون بالحوار والفكر بل يختزلون ردودهم بالتكفير والالحاد وكانهم هم الوسطاء بين الله ومتمكنين من فكرهم بتوزيع الجنة والنار على اهوائهم , في ظل تراجع الاجتهاد على مستوى المنابر والمؤسسات المهتمة بشؤون الدين وتراجع دورها داخل المجتمعات الاسلامية بسبب ضهور الكم الهائل من الواعظين والدعاة والمرشدين عبر وسائل متاحة ومن السهل الحصول عليها , فقط ارتدي جلباب وطربوش او عمامة وترك اللحية في وجهك وحفظ بعض الاحاديث والسور فتصبح داعية عبر الادسنس والمتابعين لمن يعتبرون أنفسهم شيوخ الدعوة الاسلامية.
بالامس كنا نتبرأ من التطاحنات بين راقصين ومغنيين ” الشيخات “.والمستوى المنحط الذي وصلو اليه عبر نفس الوسائل واليوم نشاهد نفس الصراعات والتقادفات والسب والشتم وكل الاوصاف الذميمة والذي ليست من صفات المسلمين ولا الاسلام بين “الشيوخ ” لتصبح صفة الشيخ والشيخة نفس المعنى الاخلاقي والفكري المتسرب الى المجتمعات الاسلامية ودائما محاط بالتبعية للماسونية والمؤامرة الغربية لاقناع المجتمعات ان الغرب هو العدو الاول للاسلام وبفكرهم العقيم سنتخلص من عدوانية الغرب على اسلامهم الذين امتلكوه لانفسهم وجعلو انفسهم هم الوصايا مع العلم ان ذالك الغرب هو من صنع لهم كل الوسائل ليسترزقون بها لانفسهم باسم الدعوى الى الله .فتجدهم يحرمون ويحاربون  كل ما انتجه الغرب من اكل ولباس واختراعات علمية واجتهادات فكرية ونظريات فلسفية بدعوى انها افكار علمانية تهدف الى زعزعت الاسلام والمسلمون بينما يتشدقون لليوتوب والفايسبوك والتيكتوك وكل مواقع التواصل الاجتماعي كانها من اختراع اسلامي .
المظاهر والتظاهر بالدين والتدين عبر الافتراضي خلق لنا نكسة اخلاقية من الرياء وطرق النصب باسم الدين والحديث لكل على هواه وحسب ما وصل اليه وتوصل به من فتاوي سواء من القران او من السنة والخلط بين ما هو منزل وماهو تقاليد مجتمعات في الفترات السالفة وجعلها تراث مقدس من دون الاهتمام بالطابع الجغرافي ولامناخ ولا عادات وتقاليد شعوب الجزيرة العربية التي هي منبع الاسلام , فالمنزل اي القران الكريم هو من عند الله عز وجل والاحاديث والفتاوي من قناعة الفقهاء اي البشر وهناك مفارقات كبيرة بين ما نزله الله على اكرم المرسلين النبي محمد وما هو متناقل من عادات المنطقة فنجد هؤلاء الشيوخ تركو الاجتهاد والنقاش في ما يخص الدين وما نزل في القران الكريم والذي تعتبر من المقدسات لا غبار عليها .وحولو النقاش والاجتهاد في طريقة عيش الرسول صلى الله عليه وسلم وعادات القبيلة الذي ينتمي اليها وعادات القبائل المجاورة وحولوها الى سنن مقدسة لتمريرها عبر قنوات واستشهادا باحاديث وكتب كتبها بشر وأولوها وربطوها بالدين الاسلامي على اساس انها هي الدين القويم والسليم تاركين مجال باب الاجتهاد موصد امام من هم مؤهلون للتنوير في الحقل الديني بدون اي حقائق ملموسة ولا مناهج صحيحة توثق لمرحلة الدعوة الحقيقية الذي عرفت انتكاسة في العصر العباسي عندما تم خلط الدين بالسياسة والتي زادت ردائتها في عصر الدولة العثمانية الذي افقدت البوصلة عن علماء الاسلام الحقيقين بغية اختزال الاسلام لسيادتها والادعاء انها هي الوصية عليه .
تظافر جهود بعد الدول وخاصة دولة المنبع الاساسي للاسلام اي المملكة العربية السعودية وكذالك المغرب اسرع في خطا حثيثة للحد من هذه الجدالات العقيمة باسم الدين والنقاش السائد حول صحة صحيح البخاري من عدمها , فنجد المغرب وتحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس والذي خصص علماء التابعين لوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية بالعمل على تجميع الاحاديث الصحيحة وعدم ترويج الاخرى الضعيفة والتي تسيى للدين ولرسول الامة , كما هو الشأن عند المملكة العرببة السعودي .والذي كللت بالندوة الاخيرة حول طرق تطويق اصحاب المواقع والصفحات والقنوات الذين يتخدونها لنشر الفكر الارهابي واللغو في الدين والتشكيك في دور المؤسسات الدينية والمهتمة بالحقل الديني وخاصة الاسلام الذي هو دين الدولتين .
قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط