محمد أديب يكتب: مؤتمر لاس بالماس: إعلاء صوت الحكمة مقابل اندحار البوليساريو
محمد أديب
تشهد لاس بالماس حدثا مهما، يتمثل هذا الحدث في عقد حركة صحراويون من أجل السلام لمؤتمرها الدولي للتباحث في مسألة التدبير السلمي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، هذا المؤتمر الذي يعرف حضور ضيوف وشخصيات إسبانية وموريطانية وشيوخ ووجهاء القبائل الصحراوية، وذلك يومي الخميس والجمعة من هذا الأسبوع.
وقبل الخوض في دلالات هذا الحدث النوعي والذي يؤشر على علو صوت الحكمة في تدبير هذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية مقابل اندحار البوليزاريو ودخولها بداية النهاية، يستوجب استحضار هذه الدلالات نفسها مما راج خلال هذا المؤتمر، فإلى جانب تصريحات الشخصيات الإسبانية التي أكدت داخل المؤتمر على ريادة المملكة المغربية عبر طرحها لمقترح الحكم الذاتي كمبادرة جادة لتسوية قضية الصحراء المغربية، نجد تصريحات شيوخ ووجهاء القبائل الصحراوية التي تؤكد على عدم شرعية البوليزاريو في اعتبار نفسها الممثل الوحيد للصحراويين رغم ادعاءها ذلك؛ مع قدرة هؤلاء المشايخ والوجهاء على توحيد العلاقات الصحراوية على جانبي الحدود، وتثمينهم لمبادرة حركة صحراويون من أجل السلام من خلال المساهمة في حل سلمي مبني على الحوار والتوافق، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على بداية انحسار بروباغاندا نظام الكابرانات الجزائري ودعمه لجبهة البوليزاريو التي دخلت لحظة الموت السريري في أفق الموت الكلي، مقابل انتصار المملكة المغربية في استراتيجياتها الديبلوماسية والسياسية الممثلة في التأكيد على مغربية الصحراء وتقديم نموذج الحكم الذاتي كمبادرة جادة لتسوية القضية،
و بالموازاة مع ذلك و في خضم هذا المؤثمر تراجع وزير الدفاع السابق، الاشتراكي خوسيه بونو عن تصريحاته القوية السابقة حيث أكد أنه لا يمكن الاستهانة بعرض المغرب بإقامة منطقة حكم ذاتي ، حتى من قبل الأمم المتحدة أو إسبانيا أو الولايات المتحدة أو ألمانيا. و أنه عرض جدير بالمصداقية و أنه الحل الأكتر فعالية خصوصا و أن المغرب اتخذ خطوات جد مهمة في إضفاء الديمقراطية
وتجدر الإشارة إلى أن حركة صحراويون من أجل السلام تأسست بغرض توحيد القبائل والكتل الصحراوية على أساس إيجاد فضاءات للحوار وتوحيد الرؤى غايتها اقرار حل سلمي مبني على الحوار والتوافق لانهاء هذا النزاع المفتعل، الشيء الذي يثير حفيظة نظام الكابرانات الجزائري ومعه جبهة البوليزاريو، نظرا لوعيهم بفراغ نكتة تقرير المصير وأسطوانة استقلال الشعب الصحراوي من أي مشروعية، مقابل التأكيد على وجاهة وسلامة الرؤية المتبصرة والدقيقة للمملكة المغربية في شخص جلالة الملك محمد السادس نصره الله لقضية الصحراء المغربية، ولعل هذا الحدث هو انطلاق لبداية نهاية أسطوانة مشروخة يديرها نظام الكابرانات الجزائري عبر صنيعته جبهة البوليزاريو، ومعه نهاية هذا النزاع المفتعل.