البدالي صافي الدين يكتب… الرئيس التونسي والارتزاق السياسي
البدالي صافي الدين
لما يعجز رئيس دولة عن قيادة بلاده نحو التقدم والازدهار والتنمية المستدامة ويفقد قدرته على تدبير شؤونها، تدبيرا دبمقىاطيا، يرفع من شأن الدولة التي يرأسها، فإنه يلجأ إلى القمع للحريات والهروب إلى الأمام من أي حوار وطني هادف ويسقط في شراك الارتزاق السياسي الذي هو الكسب المادي وفقدان المبادئ والقيم في أداء المهام الملقاة على عاتقه كرئيس دولة.
والارتزاق السياسي يسقط صاحبه ليتحول الى عميل لأي جهة تمنحه قليلا من الدعم المالي كرشوة مقابل تنفيذ ما تمليه عليه تلك الجهة، ذلك هو شأن الرئيس التونسي الذي يعيش في ارتباك سياسي بين الحكم والتحكم والنرجسية والاستبداد، وبين الرغبة في الاستقواء على الشعب التونسي بالاستعانة بالجهة التي هي ولية نعمته، حتى أصبح سلوكه يتنافى والقواعد الدبلوماسية في تمثيل دولته، و هكذا وفي أول مهمة له ذات الطابع الدولي قام باستقبال إبراهيم بن بطوش (ابراهيم غالي) عن الكيان الانفصالي ضمن أشغال منتدى التعاون الياباني-الإفريقي (تيكاد) التي استضافتها تونس يومي 27 و 28 غشت الجاري.
لقد أقدم بهدا السلوك على خرق البروتوكول الدبلوماسي المتعلق بهذا اللقاء و ضرب بعرض الحائط كل الأخلاق السياسية التي يجب ان يتحلى بها رئيس دولة، لما أقحم كيانا وهميا صنعته الجزائر وحملته على كتفيها لمنازعة المغرب في صحرائه التي استرجعها من الاستعمار الإسباني سنة 1975، لقد تجاهل أمام ضغط الجزائر عليه مصلحة تونس والشعب التونسي و العلاقة الاخوية بين الشعبين التونسي و المغربي، كما تجاهل قرارات مجلس الأمن واعتراف أمريكا ودول أوروبية وأمريكا الجنوبية بحق المغرب في صحراءه و تجاهل رغبة الشعوب المغاربية في تحقيق بناء المغرب العربي الذي كان من أهداف المقاومة المشتركة ضد الاستعمار الفرنسي والاستعمار الإسباني و الاستعمار الإيطالي.
لقد نسي بأن سلوكه هذا لاعلاقة له بسلوك رئيس دولة ذات تاريخ عريق و لم تكن صنيعة الاستعمار وظلت معقل المقاومة الافريقية و المقاومة الفلسطينية، وإلى عهد قريب كانت مقرا للجامعة العربية بعد سقوط السادات في شراك الامبريالية / الصهيونية في السبعينات من القرن الماضي.
لكن الارتزاق السياسي لم يترك له بصيرة و لا مبادئ و لا هدى يهتدي به لصالح تونس وصالح المغرب العربي والقارة الافريقية والعالمين العربي والإسلامي.