زاكي الزهرة تكتب: ظاهرة الانتحار تدق ناقوس الخطر
زاكي الزهرة
ان ظاهرة الانتحار من أبشع الحوادث المأساوية التي تحصل في يومنا هذا ،اذ يكون القاتل والمقتول هو نفسه ، قاتل يقتل نفسه بدم بارد لانه في مأزق أو أزمة وصلت به لحالة من انعدام الأمل وقلة الحيلة وضاقت أمام عينيه كل الخيارات الممكنة ، فبعد أن أرسل اشارات استغاثة الى من يهمهم الأمر مثل استغاثة عاطل عن العمل أو طالب بلا منحة أو مدمن يريد علاج ، لكن هاته الرسائل لم تصل أو وصلت لكنها لم تسمع أو سمعت ولم يفهمها أحد أو فهمت ولم يستجب لها أحد ، الشيء الذي يعزى أن الانتحار في بعض الأحيان وفي بعض المناطق لا يكون عشوائيا وانما يأتي بكثرة التعقيدات والضغوطات النفسية والاقتصادية والاجتماعية كلها تولد سلوك عدواني تجعل الانسان يرى أن الموت هو أفضل من الحياة.
ان الخطاب الديني من ظاهرة الانتحار تعتبر مهمة جدا لكن للاسف لم نجد منها أي حلول سوى أنها تحمل الضحية اثم قتل النفس والوعيد بجهنم ، دون تقديم أي حلول فعلية تخرج الناس من أزماتهم الحقيقية وتعطيهم أملا جديدا في الحياة بدل اليأس منها ، فالله سبحانه وتعالى قال في سورة الواقعة الاية 60 ” نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين ” ، فالروح هنا لا تموت الا بارادة الله سبحانه وتعالى وطبقا لأجل يحدده سبحانه ، لهذا فان أهمية الدين في علاج ظاهرة الانتحار مهم جدا لكل من تسول له نفسه الاقدام عليها ، اذ يجب أن يكون الدين جزء من العلاج لأنه يوفر للانسان الراحة والطمأنينة والامل والغاية من الحياة ويصغر كل مشاكله مهما كبرت.
ومن الجانب الاخر ومن الاسباب الخطيرة لتزايد حالات الانتحار هو الاعلام فاسلوب تغطية بعض وسائل الاعلام لحالات الانتحار قد يؤثر على اتخاذ الاخرين قرار لوضع حد لحياتهم من خلال عناوين مثيرة ، فقد تجد مثلا ” أقدم شخص على الانتحار بسبب ظروف سيئة مر بها مؤخرا ” او بسبب البطالة … الخ ، كلها عناوين قد توقض كل من في نفسه غصة ومرض وألم ، لهذا على الصحفيين الالتزام بقواعد تغطية الانتحار بكل اخلاقية.
وختاما فان ظاهرة الانتحار تدق ناقوس الخطر وتتطلب جهود بين قطاعات متعددة من المجتمع ومنها قطاع الصحة والدين والتعليم والقانون والسياسة والاعلام ، وينبغي أن تكون هذه الجهود شاملة ومتكاملة ومتناسقة مع بعضها البعض لتكون يد واحدة شعارها القضاء على هذه الظاهرة الكارثية.