أوال ⴰⵡⴰⵍ: أحزاب الانتظارية… وطوندونس الجالية
أوال ⴰⵡⴰⵍ – محمود عبابو
وفجأة، انتبهت الأحزاب والمنظمات بل وحتى تلك العلب المسماة مراكز دراسات، لوجود كائنات تحمل الجنسية المغربية، تسمى الجالية أو مغاربة العالم، فجأة تناسلت البلاغات والندوات الرقمية، فجأة تحول “الزماگري” لطوندونس سياسي جالب للمشاهدات والكليك الانتخابي.
هو قدرنا على مايبدو، أحزاب جامدة لا تبادر، تنتظر التنبيه الملكي في كل مرة، لتشحن أجواق المكاتب السياسية والمجالس الوطنية، تحت شعار “راه سيدنا قال”، عقم لا علاج له، هيئات تلتهم المال العام دون أن تنتج أفكارا أو مبادرات، متخصصة في رد الفعل، بشكل يشبه إلى حد بعيد أنشطة المهرجانات وسبعة أيام” الباكور”، قبل أن يتفرق الجمع، ثم السكون والخمول إلى “نغزة” أخرى.
قد يقول البعض أن التوجيهات الملكية، بصفته الدستورية، واجبة الاتباع، هذا صحيح، ولكن أليس الملك نفسه من قال وكرر في أكثر من مناسبة، أنه ““عندما تكون النتائج إيجابية، تتسابق الأحزاب والطبقة السياسية والمسؤولون، إلى الواجهة، للإستفادة سياسيا وإعلاميا، من المكاسب المحققة. أما عندما لا تسير الأمور كما ينبغي، يتم الإختباء وراء القصر الملكي، وإرجاع كل الأمور إليه” ؟!
ألم ينتقد الملك ضعف العمل المشترك، وغياب المبادرات؟
الحقيقة أن الأحزاب المغربية ومن يدور في فلكها من منظمات موازية، ومراكز دراسات، تحولت لكائنات منتجة للخمول، لكائنات همها المصالح الذاتية والشخصية، بل حتى ذلك الحزب الذي خرج رئيسه مهددا المغاربة بإعادة التربية أمام جمع من أفراد “الجالية” بميلانو الإيطالية، أصدر بدوره بلاغا ينوه بالجالية ويدعو للإهتمام بها، هل رأيتم “صلابة وجه” أكبر من هذه من قبل؟!
بل الأنكى من ذلك، حين ناضل مغاربة الخارج من أجل تمثيلية برلمانية ودوائر، وجدوا بعض الأحزاب تقفد سدا منيعا، وتدفع بأسماء بعينها في اللوائح الوطنية الريعية، وللاستوزار، ولا تخفى على الجميع طبعا، نتائج تلك الأسماء ومردوديتها.
نحن أيها السادة أمام مكونات سياسية، كان المفروض والمبدأ فيها، أن تكون شريكا في المبادرة وطرح الأفكار والحلول، لا أن تتحول لهم يتحمله المغاربة ودافعي الضرائب، كإبن عاق ومدمن، لا أن تتحول لشركات تعمل بنظام” ننتظر الملك”، وفي الانتظارية تمرر المصالح والامتيازات، انتظارية بنكهة “كنور”.