أوال ⴰⵡⴰⵍ: الملالي.. كلاكـــيط x مرة
أوال ⴰⵡⴰⵍ- محمود عبابو
ما وقع للملالي “صاحب الابتسامة”، الذي جرى توقيفه اليوم بتطوان على خلفية فيديو مباشر تضمن عبارات اعتبرت سبا وقذفا في حق المؤسسة الملكية والشعب المغربي، هو نموذج حي لضحايا وهم اللايك، ولما يمكن للشهرة الافتراضية المفاجئة أن تقوم به من تغيير جذري في شخصية” النجم”، خصوصا حين يكون من مستوى تعليمي متدن، ولا يملك القدرات التي تمكنه من التعامل مع أضواء سلطت عليه ذات مزحة تحولت لموجة عالمية، جلبت تفاعل مشارق الأرض ومغاربها.
عامل بسيط، يقضي يومه بين الأتربة وحفر الآبار، تحول بين ليلة وصبحية، لشخص يتحدث الخليجية والسورية “كبّسوا يا هلا منيح” على منصة تيكتوك، بل وتحول الشخص العفوي الهادئ، لشخص يتبادل “الكلاشات” مع المعلقين والمتفاعلين، منتشيا بهدايا افتراضية وقلوب حمراء وعبارات لحظية، بل ومشاركة لايفات مع جنسيات مختلفة، وريدا رويدا بدأ ينسلخ من شخصيته، بل ويرفض العودة، يرفض عودة الملالي البسيط، وبالتالي فقدان السيطرة على ذاته في سبيل المحافظة على “لي فان” كما يحلو لنجوم التيكتوك مناداة من يتابعهم.
ليتحول حفّار الآبار، لمحلل سياسي، وواعظ ينطق الأحاديث والآيات، ويحلل تركيبة الدستور والمؤسسات، مرتديا “فجأة” ودون سابق تمهيد أو انذار ولا حتى تفكير، ثوب المعارض تحت تصفيقات “بياعيين لعجل” في تطبيق حرفي لنظرية “شجاعة القطيع”، وكلما زاد تنبيهه أو حتى سبّه، زادت حدة كلامه وتنامت هرمونات الشجاعة الافتراضية في دواخله.
والملالي ليس أول نموذج، أو ضحية لوهم اللايك، ولن يكون الأخير، خصوصا أن تطبيقات التواصل تحولت لمصدر رزق، تحولت ل” مهنة”، فأصبحت تقرأ كلمات “يوتوبر” “تيكتوكر”، كما تقرأ كلمات ” مهندس” أو “أستاذ”، الفرق فقط في سلم الأجور، ف” التيكتوكر” يلج مباشرة لخارج السلم hors échelle.
هي ظاهرة تستحق الدراسة، وتستحق أن تتحول لأطروحات سوسيولوحية، ولكنها أولا تستوجب متابعة نفسية.