أوال ⴰⵡⴰⵍ : الأخنوشية…رياضة وطنية
محمود عبابو
لا شك أن هاشتاغ #أخنوش_إرحل له أسبابه الموضوعية والواقعية، والسياسية ربما، لكن في المقابل أعتقد أن فصل الصيف أظهر بشكل لا يرقى إليه اللبس، أننا في حاجة مستعجلة لطاقم كامل من الهاشتاغات.
نحتاج لـ #مول_الطاكسي_إرحل، #مول_الكرا إرحل، أرباب المقاهي والمطاعم إرحلوا، حالة من سعار الشجع أصابت الجميع، موجة افتراس غير مسبوقة، أسعار تستوجب تدخل طائرات الكنداير لإطفائها، وهذا الأمر شق منه متعلق بالفوضى وغياب المراقبة وتطبيق القانون، لكن شقه الأكبر هو الفردانية التي أصبحت شعارا مجتمعيا، الجميع يشهر سيفه، وأنيابه كذلك، مص دماء بعضنا البعض، بشكل انتقامي من فترة كورونا الراكدة، تحت شعار “أنا ومن بعدي أخنوش وحكومته”.
يخيل لك أنها الحرب، وفي الحروب يكثر تجار المآسي، فهذا سائق طاكسي تحول لانتهازي يضع شروطه وأسعاره، بل ويختار الوجهة التي يفضل، عكس كل القوانين وكل الأعراف، تحول لكاسر يقطن برجا عاجيا يرى المواطنين والزبناء كمجموعة من الكائنات المجهرية، يلتهمها على طريقة packman، عاريا تماما من كل القيم، فلا تهم سيدة مسنة ولا حامل ولا أم تجر أطفالها وقد تملّكهم التعب جراء الشمس الحارقة، والتهمتهم قبل ذلك أسعار المأكولات، بل حتى الشاطئ تحول لحلبة يقطنها كل انتهازي، تعددت السلع (كراسي، مظلات،..) لكن الجشع واحد.
وأما عن كراء المنازل، فهذا الأمر لوحده يتطلب مجلدا، غياب تام لأي مراقبة، أقفاص وجحور، تناهز أسعارها أسعار الفنادق المصنفة في الدول والوجهات التي تتصدر السياحة العالمية، وتسعى بشكل فعلي لتطوير السياحة (كتلك الدولة التي اختارت وزير السياحة المغربية قضاء عطلتها بها!!) وطبعا مع توابل الاستعلاء، وكأن صاحب المنزل ينعم عليك بهبة انقاذك من الشارع والضياع، رغم أنه يستنزفك ماديا ومعنويا، هي حالة مركبة اختلط فيها الطمع، بالكثير من الانتقامية، وكأنك مسؤول عن الجائحة، إنها “الجايحة الأخنوشية” التي تحولت لوباء وطني.
هي الأخنوشية التي تسكننا، فداخل كل مواطن ستجد أخنوشا صغيرا، يتحين فرصة الانقضاض على الفريسة، دراكولا ابن التنين، الذي يمتص الدماء، كعنصر من عناصر سلسلة الغاب الغدائية، وهو نفسه يقوم بنشر الهاشتاغات على وسائل التواصل الاجتماعي، منددا بسعر البنزين، أخنوش ارحل… اينا أخنوش فيهم نعاماس؟! كري تبات.. شري تمضغ.