تحقيق “إخباري”..الإنتحار بالشاون ناقوس خطر يشمله التجاهل
شفشاون-محمد مسير أبغور
ينشر خبر بالمواقع الاجتماعية والصفحات الإخبارية، كل يوم وكل أسبوع، خبر انتحار بالشاون، حتى أصبح المتلقي يتعامل معاه بشكل جد عادٍ، فالظاهرة تزداد يوم بعد يوم في المغرب، وشفشاون تسجل نصف عدد المنتحرين بالمغرب حسب الاحصائيات الرسمية، فالجوهرة الزرقاء لسيت جوهرة مجتمعيا.
وحسب معطيات غير رسمية من حيث العدد والفئة المنتحرة، وبعثدا عن الدواعي والأسباب المباشرة، يبقى دور الجهات المسؤولة حاضر، صمتهم تشوبه ضبابية وعدم الاحساس بناقوس خطر ينخر مجتمعا محافظا.
يعتبر إقليم شفشاون، ثاني أكبر إقليم من حيث المساحة، وله شهرة عالمية كوجهة سياحية تتصدر الترند، لكن وبكل أسف، في السنوات الأخيرة ارتبط اسم الإقليم بظاهرة الانتحار مع ارتفاع الحالات بشكل مفزع ومقلق.
ويشار إلى أنه رغم غياب الأرقام الرسمية والمعطيات وخطورة الظاهرة وضرورة معالجتها، فالارتفاع غير المسبوق في السنة الأخيرة في عدد الأشخاص الذين اختاروا وضع حد حياتهم من فئات متفاوتة الأعمار والوضع الاجتماعي، مثير للقلق ويسائل الجميع، ويستحق دراسة سوسيولوجية، رغم إطلاق العديد من المبادرات الشبابية بحملات رقمية، ووسائل اعلامية تواصلية تحت اسم “شباب ضد الانتحار ” من أجل مقاربة الظاهرةالتي، وللأسف ذهبت بالعشرات من الأرواح.
وتؤكد الناشطة الميدانية ورئيسة الجمعية هاجر الشليح في تصريح لجريدة “إخباري“، أن ” الوضعية أصبحت جد عادية، طبيعي أن تسمع خبر الانتحار في الإقليم، فأخبار الانتحار تتوالى بشكل شبه يومي بالاقليم وتشمل جميع الأعمار والجنسين معا، ومؤسف جدا أن نطبع مجتمعيا مع هذا الأمر المؤسف”.
وحسب شهادات ميدانية لجريدة “إخباري” فأسباب هذه الظاهرة المقلقة، تتعدد بين البطالة والهشاشة، إضافة إلى الاضطرابات النفسية الناتجة غالبا عن تعاطي المخدرات بشكل مبالغ فيه وخاصة بعد ظهور انواع من الحشيش الدخيل على المنطقة التي تزرع، والتي تعرف محيا بالتركيتا والباكستانا.
ويشار إلى أن رئيس المجلس الإقليمي السابق والبرلماني عبد الرحيم بوعزة، كان قد طالب سابقا في رسالة رئاسة الحكومة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، كهيئة دستورية استشارية لإجراء دراسة رسمية حول تنامي ظاهرة الانتحار بالاقليم، كناقوس خطر ينادي به الجميع بالمنطقة، سواء الساكنة أو فعاليات المجتمع المدني.
وماخلص إليه هذا التحقيق الصغير الذي أنجزته جريدة “”إخباري“، فالازمة المالية الخانقة الذي يعيشها الإقليم، بسبب عدم وجود بديل اقتصادي وتضييق الخناق على زراعة الكيف وتصديرها، رغم القوانين التي حولها نقاش، كان سببا رئيسيا في تراكم الديون على الفلاحين وساكنة المنطقة مما أدى إلى مشاكل أسرية تسببت في العديد من حالات الطلاق والتفكك الاسري والدخول في دوامات الصراعات الأسرية التي أثرت على نساء وفتيات في مقتبل العمر، وشباب اختار طريق الإدمان في ظلل الفراغ الحاصل في الإقليم، وانعدام الشغل والفضاءات الرياضية والمواكبة والتأطير.
أنقذوا شفشاون.