بعد قرن على تشييدها…المعلمة التاريخية ” دار الحاكم” بتالسينت تعاني التهميش (صور)
تالسينت – أحمد كراوي
“دار الحاكم” أو “البيرو”، الاسم الأكثر شيوعا لمعلمة تاريخية تأسست عشرينيات القرن الماضي، ومازالت تصارع الزمن، بكبرياء وشموخ قبائل أيت شغروشن واستماتة المقاومة المحلية للاحتلال الفرنسي، معلمة تاريخية تراثية فريدة امتزجت فيها فنون العمارة الأوروبية والمغربية الأصيلة، وبسواعد أبناء ايت سغروشن، سكان منطقة تالسينت وخبرة الأسرى الالمان تأسس “البيرو” حيث مقر الحاكم الفرنسي المقيم بتالسينت آنذاك المعلمة الوحيدة الشاهدة على بسالة قبائل تالسينت.
ولعل أبرز حدث طبع فترة العشرينات وتحديدا يوم الأربعاء 16 دجنبر 1925، أفرغ حمو اوحمو اولخندوف المنحدر من قبيلة أيت حدو، سلاحه الناري في جسد الجنرال، الحاكم العسكري التابع للمنطقة العسكرية لبوذنيب “دو سباكس” قبل أن يرديه جنود الاحتلال قتيلا هو الاخر، وتشعل حربا طيلة ذلك اليوم تبادل فيها قبيلة أيت حدو النيران مع قوات الاحتلال الفرنسي مخلفة سقوط قتلى بين الطرفين،حسب ماأوردته الروايات الشفهية أمام غياب أرشيف يؤرخ لتلك المرحلة.
اليوم وبعد مرور قرابة المائة عام على تشيدها، تعاني المعلمة التاريخية الاهمال وتصدعات أخدت في الزحف على ملامحها، كما تحولت جنباتها أمام صمت الجهات الرسمية الى مزبلة وقبلة لتبول الكلاب الضالة جنبا الى جنب مع البشر.
وبتالسينت معالم أخرى تعرضت للطمس أبرزها وغير بعيد من دار الحاكم، السجن المحلي الذي ظل مقاوما قبل أن تتم تصفيته ومحو اثاره بالكامل، ولم تتوقف عملية الزحف على الموروث الثقافي التاريخي المحادي ل “البيرو” كالمسبح ومرافقه التى تعرضت التخريب، وتركت تواجه مصيرا مجهولا أمام الصمت المطبق أحيانا، والمؤامرة كاحتلال أجزاء محادية لملعب كرة القدم الذي لم يسلم بدوره قبل سنوات من محاولة الترامي لولا يقظة فرق رياضية لتجهض المؤامرة.
ولحماية هذه المٱثر، وخصوصا “دار الحاكم”، طالب عدد من الغيورين وزارة الثقافة من أجل التدخل، ووفق معطيات مؤكدة ووثائق تتوفر جريدة “إخباري” على نسخ منها فقد رصد غلاف مالي لابأس به قبل عشر سنوات لإعادة الحياة لهذا الصرح التاريخي، غير أن استغلالها من قبل وزارة حينها، حال دون مباشرة أشغال الترميم حتى اشعار ٱخر.