هكذا مارس الحسن الثاني لعبة خداع على كسينجر وإسبانيا قبل المسيرة الخضراء (1/2)
الرباط – محمود عبابو
كشفت وثيقة سرية مؤرخة بتاريخ 3 أكتوبر 1975 من وزارة الخارجية الأمريكية أزيلت عنها السرية مؤخرا، أن الحسن الثاني استطاع خداع الولايات المتحدة عبر تزويدهم بمعلومات مغلوطة، أوهمت وكالة الاستخبارات الأمريكية أن المغرب يستعد لشن هجوم مسلح في منطقة الصحراء المغربية، معلومات نقلت حرفيا في محادثة في واشنطن في 4 أكتوبر 1975 من هنري كيسنجر، مستشار الأمن القومي آنذاك، إلى وزير الخارجية الإسباني بيدرو كورتينا.
فبعد فشل محاولة الانقلاب التي قام بها الجنرال أوفقير، بدأ منسوب ثقة الحسن الثاني في الأمريكيين يتضاءل، لدرجة أن عملاء وكالة المخابرات المركزية في المغرب كانوا غير مدركين تمامًا لمشروع المسيرة الخضراء، فخلال السبعينيات، تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة والمغرب، لأنها واشنطن رفضت وقتها تزويد المغرب بأسلحة، وهو ما اعتبره الحسن الثاني حينها، ورقة ضغط من أمريكا بعد فشل انقلاب أوفقير.
وبالعودة لمحادثة كورتينا و كيسنجر، وحسبما ما كشفته وثيقة وزارة الخارجية الأمريكية، فهنري كيسنجر كان متأكدًا من أن الملك كان يستعد لهجوم على الصحراء التي كانت في ذلك الوقت تحت الاحتلال الإسباني. معتقدًا أن لديه «معلومة حصرية»، شاركها مع وزير الخارجية الإسباني كورتينا، هذا الأخير الذي شكك في قدرة الولايات المتحدة على ثني الحسن الثاني عن الإقدام بخطوة مماثلة، وتوقع أن المغرب يخطط للهجوم على الجزائر كذلك، قال ” امل ألا يحدث ذلك، سيكو أمرا مؤسفا للغاية”.
واسترسل كورتينا قائلا أنه “وفقًا لمعلوماته، فالملك أصبح متوترًا مؤخرًا، لأنه يريد حل هذه المشكلة حصريا من خلال القنوات الدبلوماسية الخاصة به، وبدون تعاون الأحزاب السياسية أو الجيش” في إشارة لتاثير المحاولة الإنقلابية على تفكير الملك، لكن فرضية كورتينا لم تكن في محلها، لأن الملك كلف عبد الرحيم بوعبيد المعارض في شتنبر 1975 بجولة في عدد من الدول من أجل الدفاع عن مغربية الصحراء، في وقت كان فيه الحسن الثاني يضع اخر اللمسات للاعلان عن تنظيم المسيرة الخضراء، ويمارس لعبة خداع على الجميع.