من هنا يبدأ الخبر

البدالي صافي الدين يكتب… مشاكل قلعة السراغنة و أخواتها 

البدالي صافي الدين

لما تتناسل مشاكل مدينة أو أية جماعة حضرية أو قروية فاعلم بأن آلة ” appareil” تدبير الشأن المحلي مصابة بعطب تقني مرده إلى سوء استعمال هذه الآلة او خطأ في منهجية استعمالها و حينما تجد مدينة تنمو وتتقدم عمرانيا وحضاريا و بيئيا واجتماعيا واقتصاديا فاعلم بأن ذلك مرده الى حسن استعمال آلة تدبير الشأن المحلي، وحينما نقف عند مشاكل مدينتنا، مدينة قلعة السراغنة، نجدها تتناسل وتتعقد نتيجة سوء استعمال آلة تدبير الشأن المحلي.

 

و كل مشكلة لها أخواتها، لأنها مرتبطة ببعضها البعض، ولأنها نتيجة أخطاء في التقدير و في الحكمة والحكامة، فعلى المستوى البيئي مثلا أصبح المطرح البلدي يشكل خطورة بيئية على الساكنة وعلى صحتها لأنه مشكل لم يتم الحسم فيه منذ ثلاثة عقود مرت حيث كان يحتاج الى معالجة تقنية وفق المساطر المعمول بها وطنيا و الدراسات في هذا المجال ومنها تقنية الطمر حيث تستعمل هذه الطريقة (enfouissement) لاحتواء النفايات والتقليل من كمياتها و من انتشارها، ويتم ذلك عن طريق تقليص حجمها ثم العمل على طمرها في حفرة تكون ملائمة ومناسبة لكمية النفايات المراد طمرها وفي قاعها طبقة من الاسمنت ثم طبقة من البلاستيك الصلب من أجل تفادي تسرب المواد السائلة الناتجة عن تحلل النفايات تدعى Lu mus إلى جوف الأرض حفاظا على سلامة المياه الجوفية، وهناك شروط يجب العمل بها وهي:

1 – أن تحفر الحفرة في منطقة تبعد عن التجمعات السكانية على الأقل ب2000متر وعن المسطحات المائيه 500 متر على الأقل مع الأخذ بعين الاعتبار اتجاه الرياح السائد في المنطقة.

وتعتبر هذه العملية عملية بيولوجية التي يتم بموجبها تحويل النفايات العضوية من طرف الكائنات العضوية الصغيرة (بكتيريا) المتواجدة في الهواء إلى تربة سوداء غنية بالمواد المعدنية تسمى “الكومبوست”(compostage)وهو سماد طبيعي يستعمل للزراعة والبستنة، وتصبح بذلك هذه العملية مدرة للدخل بالنسبة للجماعة عبر التسيير الذاتي أو التدبير المفوض. وارتباطا بهذا الموضوع هناك مشكل الغطاء النباتي للمدينة الذي يتعرض للإتلاف في غياب استراتيجية للسقي من خلال استغلال المياه الجوفية للمدينة بإعادة بناء الآبار التي عرفتها المدينة كبئر المجزرة القديمة والذي تم ردمه بالمركب الاقتصادي وبئر قرب مستشفى السلامة الذي كان خاص بالمسبح البلدي سابقا بدار الزليج و بئر بشارع الجيش الملكي الذي تم حفره من طرف العمالة لسقي أشجار النخيل و كل الاشجار بهذا الشارع يتم استغلاله من طرف جهة لأغراض شخصية.

إن استثمار المياه الجوفية للمدينة سيمكنها من المحافظة على الأشجار والاغراس والغطاء النباتي وتطهير الشوارع و قنوات الصرف الصحي، ومن المشكلات التي أصبح يعاني منها المواطن والمواطنة بقلعة السراغنة كذلك وهي النقل الحضري الذي أصبح يسيء الى المدينة بفعل تكاثر العربات المجرورة والتي أخذت لنفسها دور النقل الحضري حيث استغل اصحابها والذين من وراءهم الفراغ الذي خلفه رحيل شركة النقل الحضري في التسعينات وأصبحت العربات المجرورة تتناسل كالفطر في شوارع المدينة معرقلة عملية المرور والجولان و مسببة حوادث وأضرار لأصحاب السيارات.

و يتساءل الناس عن سر هذه الظاهرة و من هي الجهات المستفيدة منها؟ طبعا ليس الفقراء أو المحتاجين ،بل من ذوي النفوذ الذين يراكمون ثروات غير مشروعة عن طريق العربات المجرورة غير المشروعة و “الكوتشيات”، و يبقى التساؤل مطروحا عن سر سكوت المجلس الجماعي لمدينة قلعة السراغنة والسلطات الوصية عن هذه المظاهر التي أصبحت تشكل مشكلات بيئية وحضارية وعدم البحث عن شركة نقل حضري كما هو الشأن بالنسبة لمراكز حضارية بالجهة و بالإقليم ؟ وتبقى المسؤولية التاريخية على عاتق هؤلاء الذين يتركون مشاكل المدينة تتوالد وتتكاثر، فمتى تعرف مدينة قلعة السراغنة طريقها نحو الحضارة و التمدن ؟

ملحوظة : لنا عودة في موضوع آخر له ارتباط بما سبق.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط