مستوى الخدمات القنصلية ببونطواز بين العالم الافتراضي والواقع
باريس- عبد الكريم شباب
تذكرت انني لم اسجل طفلتي الصغرى في سجلات الحالة المدنية، فاخذت هاتفي المحمول للبحث في محركات غوغل عن شروط التسجيل وايضا الوثائق المطلوبة للقيام بذلك، استوقفتني خانة الاراء التي أدلى بها مواطنون زاروا القنصلية العامة للمملكة المغربية الشريفة ببونطواز، التي انتمي لمجالها الجغرافي هنا بضواحي العاصمة الفرنسية باريس، وبالضبط بعمالة ليزيفلين (les Yvelines ).
لسوء الحظ أغلب الاراء لم تكن ايجابية، فالعديد من المواطنين يشتكون من غطرسة بعض العاملين بها، وكذا مجموعة من التصرفات غير المرغوبة، والتي تصدر عن بعض الموظفين وكذا بعض المواطنين الذين لا يحترمون بعضهم البعض، ناهيك عن التأخير في قضاء اغراضهم ، وذلك دائما حسب الاراء (les avis) المعبَّر عنها من خلال محرك البحث غوغل.
كل هاته الاراء السلبية جعلتني افكر مرارا وتكرارا قبل أن أبدأ الإجراءات المطلوبة لتسجيل بنيتي في سجل الحالة المدنية كما ذكرت آنفا، الا انني اكملت ما بدأته، وخطوت اول خطوة فعلية، فزرت الموقع الرسمي للقنصليات (www.consulat.ma)، حيث علمت أنه ومنذ بداية الوباء، قررت السلطات الوصية ان تفرض على الراغبين في للمجيء للقنصلية اخذ موعد قبل اي اجراء اداري.
بدأت بالتسجيل على الموقع ومن ثم اخذ موعد لزيارة مصلحة الحالة المدنية.
بناء على الآراء التي ذكرت سابقا، ظننت أنني سأنتظر اياما واسابيع للحصول على الموعد، الا انني وبعد اقل من اربع وعشرين ساعة توصلت برسالة عبر البريد الالكتروني تؤكد قبول طلبي وكذلك تخبرني بانه بامكاني ان اختار الموعد الذي يناسبني. وبالفعل اخترت الموعد وطبعت الوصل المتعلق به.
في اليوم الموالي ذهبت للقنصلية، نعم في اليوم الموالي وليس بعده، حتى انا كنت مستغربا من هاته السرعة. وصلت لباب القنصلية عند الحادية عشرة الا اربع دقائق، لادلي بالوصل لرجل الامن الخاص بتسيير البوابة، فدلني على مكتب الاستقبال. توجهت صوبه، استقبلت بابتسامة عريضة، وكذلك اذان جد صاغية، منحتني الموظفة رقما تسلسليا و ارشدتني لمكتب الحالة المدنية.
صعدت الدرج واتجهت نحو مكتب الحالة المدنية، حيث انتظرت خمس دقائق قبل أن تخرج الموظفة المكلفة بتسجيل المواليد من مكتبها لتنادينا انا وأحد الاشخاص الحاضرين لنفس الغرض.
طالبتني بالوثائق المطلوبة، الا انني لم اقم بتصويرها، فظننت انها سترفض طلبي، لكنها وبكل لباقة وأدب نبهتني وأعلمتني انه يجب ان انزل للطابق تحت أرضي حيث توجد الطابعات لاقوم بتصوير جميع الوثائق، ولا حاجة لي بالانتظار امام الباب حين عودتي.
بعد عشرين دقيقة من وضع طلبي نادتني موظفة من المكتب المجاور لتمنحني سجل الحالة المدنية خاصتي، أخبرتني بالتوجه للمكتب رقم ستة لكي يمنحوني تنبرا بقيمة ثلاثة اورو،
اتجهت لذلك المكتب حيث كنت انتظر، ظنا مني انه لابد ان يتم المناداة علي، الا انني تفاجا باحد الموظفين، ودون ان اسأله، يخبرني انه يمكنني أن أتوجه مباشرة للمكتب دون انتظار.
خرجت من القنصلية قبل الثانية عشرة زوالا وانا جد سعيد بالمستوى السلس للخدمات، متمنيا أن يكون تطور المستوى الخدماتي للقنصلية مرآة لتطور المستوى الخدماتي بالمغرب.
كانت هاته تجربتي في دهاليز القنصلية العامة للمملكة المغربية ببونطواز بين ما عشته افتراضيا من خلال الاراء المعبر عنها على موقع غوغل و ما عشته فعليا وواقعيا بين مكتبها.